لعل من أصعب أنواع ومراحل الحب.. الحب من طرف واحد.. لأنك ترى من تحب وربما تسمعه، وتكتب عنه مع نفسك.. ولكن وحدك بعيداً عن مبادلة الطرف الآخر أي لحظة حب حلوة، حيث أنه لا يعرف أنك تتلظى من أجله كل ساعة وكل يوم، وتسهر من أجله الليالي. وتحترق في لهيب بعده.
هذا الحب ليس بإيدينا ولا حتى باختيارنا.. فهو شعور عفوي مولود وراسخ بالأعماق وبين حنايا الفؤاد.. ينبض بالأمل المفقود بشكل عذري بريء وصادق وعفيف وطاهر بعيداً عن همسات الغزل أو حتى لمسات الهوى المتجددة، هو حلقة عاطفية ضيقة لا تتسع إلا لقلب واحد، ولكنها كبيرة في معانيها.
هذا الحب ينبض من القلب ويخترق الوجدان ويتحدى العقل ولا يطلب موافقته.. هو أن تتناسى نفسك وتسهر وتذكر وترسم وتنقش، وتحفظ كل ما يتعلق بالطرف الأخر غيرك.. هو تفكير بلا هوادة ودوامة عذابات لا تنتهي.
كتبت ذات مرة مشاركة لي في هذا الإطار على النحو التالي:
اكتب إليكِ الحب يا سيدتي
وأنا مفترش الذكريات
من على أرصفة الصفحات
تحاصرني متاهاتي
وتطاردني أحلامي
في ليل بلا سواد ونبض بلا فؤاد
كل آهاتي انتحرت بحبل ودكِ المقطوع
فاليوم لا أعرف سوى .. أني تائه عبر الموانئ
والضفاف أجوب الطرقات ..
لأعود من ذهولي المضني بأيام عجاف
على صدى صوتك
بأنكِ مستحيلة وأنني لا أملك الحيلة أو الوسيلة
اكتب إليكِ يا سيدتي وقد خسرت على المدى المرّ
البعيد ما كنت أملك من همسات وطفقت أبحر
في العباب على سفين القهر حيناً ثم أرسو بعد حين
متوجهاً إلى نبض إحساسك وبريق عينيك
طالباً مذكرة اشتياقكِ والوعود ..
انسيتي يا حبيبة
كلمتي الأخيرة .. ونظرتي الجريئة
أم مازلتِ على قرارك بأنكِ مستحيلة
فاسمحي لي القول أنه ونزولاً عند رغبتك
قررت التعمق في أنوثتك لأزيد من دهشتكِ
سأكتب بلا وزن ولا قافية وانثر الحب
في أهدابكِ لو هجرني إحساسك
سأمشي من طرف واحد .. مستنشقاً عطركِ المثير
في قلبي الأسير
مستذكراً واقع الحال المرير
بأني لم استطع ممارسة النظر في عينيكِ ..
وختاماً لكِ حبي ما حييت يا أجمل ما رأيت
بكِ ابتليت وفي هواكِ أفنيت
فهل لي حنانا ً بما سعيت .
أسئلتي الحوارية:
01) هل الحب من طرف واحد ضعف بالشخصية.. ومذلة لصاحبه..؟ وهل تتفقون معي أن الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام..؟
02) هل بإمكاننا تسمية هذا الأمر حب حقاً .. أم تجاوزاً يطلق عليه البعض حب من طرف واحد..؟
03) الحب من طرف واحد هو أن تضغط على مشاعرك وتنناسى نفسك وتهتم بغيرك على حساب نفسك.. هل عمر الحب من طرف واحد يعيش ويعمر طويلاً أم أوقاته محدودة.. لا تدوم طويلاً..؟
04) يقال أن الحب عذاب .. وأحلى عذاب .. عذاب الحب.. بناءاً على ذلك هل باستطاعتنا القول أن الحب من طرف واحد صعب الهروب منه رغم أنه بعيد المنال.. لذا لا بد منه، أم من الوارد التحكم وضبط المشاعر على موجة التبادل العاطفي..؟
05) هل تعتقدون أنه من الوارد أن يعلم الطرف الآخر بهذا الحب ورغم ذلك لا يحرك ساكناً .. أم أنه من الممكن أن يتعذب بصمت مع المُحب ولكن بدون إظهار ذلك..؟
06) هذا الحب يبدأ منذ بداية أولى ملامح المراهقة وأكثر ما يقع به المراهقين والمراهقات، ولكنه يستمر طويلاً ويدوم طويلاً.. هل تتفقون معي في ذلك.. أم أنه ليس بالضرورة أن يكون في مرحلة المراهقة ومن الوارد أن يصاب به البعض فوق الثلاثين.. على سبيل المثال..؟
أتمنى مشاركتكم بالرأي إن أمكن.. مع خالص الود والتقدير